الميلاد بداية مفرحة

قداسة البابا تواضروس الثانى - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
قداسة البابا تواضروس الثانى - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

بقلم/ قداسة البابا تواضروس الثانى

عيدالميلاد هو بداية السنة وبداية مفرحة،وعندما نتذكر  قصة الميلاد فى قرية صغيرة ليقسم هذا الحدث ما قبل و ما بعده وما قبله يسمى عهد قديم وما بعده زمن جديد كل عام نأتى ونتقابل وننظر إلى طفل المذود، وهو احتفال نجد أمامه كل الدهشة. وبدأ الله يفتش عن الإنسان الضائع والتائه والخائف والأنانى الذى يعبد ذاته، ويضع الله علاجات للضعفات الثلاثه تمثلت فى انشودة الملائكة وقت ميلاد المسيح، المجد لله فى الأعالى وهى أنشودة فرح ولو تأملنا تقدم فيها العلاج لضعفات الإنسان المتجرد عن خالقه.
الإنسان خلق ليقدم مجدا لله وتسبيحا وانما بعدما رأى الانسان ذاته توجة لعبادة الذات وشهواته ورغباته حتى أن الفلاسفة قالوا إن البئر لا تشبع، سار الانسان يفخر ويدقرعقله وذاته وكأنه يقول انه لا حاجة لله، وفى ظل انتشار ذاته وتناسى الله كثيرا ولم يعد يقدم مخافه لله، فلا تستطيع أن تسبح الله فى قلبك، لا توجد مخافة، ويشعر بحضور الله فى كل عمل يعمله ويستعيد انسانيته وعندما تجد المثل المصرى اللى ملوش كبير بيشترى كبير ، ونسمع عن شرور الإلحاد، والشذوذ وكسر الوصيه ، وكل يوم الإنسان يكتشف ، وصارت نغمه العالم حقوق الإنسان وتناسى حقوق الله فى حياته فالعلاج الأول هو ان يمجد الله ويسبح وتسكنه مخافة الله يكون امينا على المسئولية.


عندما خلق الله حواء وآدم ، خلقه أبراراً ، واختارا أن يكسروا الوصية، وخرجا من الجنة، وكونا العالم والشعوب امتلأ العالم بالبشر، والشر وصار العالم ممتلئا بالصراعات، من جريمة وعنف وإرهاب.


ويظل السؤال: ماذا نصنع ؟! توجد صراعات داخل الإنسان وصراعات خارجية. وصارت الصراعات سمة الحياة وأنشأت خطايا جديدة، فما هو العلاج ؟!
إذا نظرنا إلى الطفل نجد العلاج فى حالة الطفولة ..


تتعجبون عندما تجدو آية: وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. « (مت ١٨ : ٣).


ماذا كان يقصد ؟ حالة الطفولة ، إذا رجع العالم إلى صفات الطفولة، يجد حلا لجميع لمشاكله. وهذه الطفولة تتمثل فى عدة صفات:
١- البساطة : يضحك ويلعب ببساطة وهذه البساطة نجدها فى مجموعة الرعاة، جاءوا إلى المسيح ببساطة، ليس لهم مكان ، بملابس بسيطة ، وأكل بسيط.
إذا أراد الإنسان أن يكون سعيدًا يجب أن يكون بسيطا.


٢- الإيمان و التصديق: نجد أليصابات وزكريا الكاهن بدون نسل وكان كاهن، وتأخر الله ليعطيهم يوحنا أعظم مواليد النساء والطفل يصدق كل شىء ببراءة شديدة، فينظر إلى أستاذه ووالديه على أنهم يستطيعون أن يفعلوا كل شىء.
نحن نبعد عن الإيمان ويضرب العالم الإلحاد ربنا يحفظ مصر، الإيمان يعنى وجود الله والمخافة الإلهية.


٣- النقاوة :
الإنسان ينظر إلى القلب ولكن البشر ينظر إلى الوجه لذلك نظر الله إلى القلب، مثل قلب العذراء مثل قلب بسيط لم يتلوث
لأنه مكتوب: طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.» (مت ٥ : ٨)


٤- الحكمة: نجدها فى المجوس الذين جاءوا من المشرق وكانوا ملوكا جاءوا ليسجدوا أمام الطفل بكل تواضع وهذه الحكمة موجودة عند الأطفال، فأحيانا نجد عندهم حلولا لمشاكل الكبار ..!!.
جاء المجوس ليقدموا ذهبا ولبانا و مرا، بكل تواضع تحملوا مشاق السفر وجاءوا بكل حكمة ليسجدوا لطفل المذود.


٥- الفرح : نجدها فى الملائكة وهم ينشدون فى فرح كما الأطفال الذين يحبون الفرح والغناء وعندما نلعب معهم نجد فرحا، ولذلك جاء المثل المصرى «أعز الولد ولد الولد « وهذا هو نداء الطفولة «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.» (مت ١٨ : ٣).


- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية